الرئيسية
أحدث الصور
من طرف (صلي على الحبيب قلبك يطيب)
خـبـز غـــزة الـنـاشــف
كمية الخبز التي تلقى في سلة المهملات سنوياً من الفرنسيين هو 400 ألف طن ، ليس لدينا أية إحصائيات عن كمية ما نلقي نحن العرب من الخبز في سلال المهملات ، لكنني طالما رأيت "بكبات" محملة بالخبز الناشف ، في طريقها كي تصبح علفا للمواشي،
ما تناله المواشي العربية ، محروم منه أبناء غزة الآن ، فليس لديهم حتى الخبز الناشف،
غزة تعيش اليوم العصور الوسطى ، على حد تعبير إحدى وكالات الأنباء ، فما بقي من مقتدرين يحصدون الحطب لطهي الغذاء أما الفقراء فيطهون طعامهم على ملابس أطفالهم البالية ، إن وجدوا ما يطهى أصلا،
بعد ثمانية أعوام من تعطل سبعين الف عامل عن عملهم داخل الاراضي المحتلة والآلاف الآخرين بانضمامهم إلى صفوف البطالة ، وبعد حصار إسرائيلي (وعربي أيضا) لم يسبق له مثيل ، فإن فئات كبيرة من المجتمع الفلسطيني الغزي بدأت تشكو حالة العوز والفقر ولا تتورع عن ارتياد المؤسسات الخيرية وشباك الأنروا وبنك الطعام (المخصص لإطعام المعدمين،) علها تأخذ نصيبا من وجبة يومية،
هناك مليون ونصف المليون فلسطيني ، سيكونون هذا الصباح بلا خبز تقريبا ، فضلا عن أنهم بلا غذاء ولا دواء ، ناهيك عن الاحتياجات الضرورية الأخرى كالكهرباء والوقود وغازالطهي،
حين تتحدث عن الخبز في غزة ، فهذا يعني أن الأمر وصل الخط الأحمر الأخير ، فهناك مخاطر أخرى لا تقل عن كارثة فقدان الخبز ـ فخطر الموت يتهدد حياة المرضى في القطاع ، كما تواجه المرافق الصحية أزمة خطيرة بسبب نقص إمدادات الكهرباء والوقود وغاز الطهي ، وتخفض من قدرتها على تقديم الخدمات الصحية للمرضى ، بسبب اضطرارها لتزويد الأقسام المختلفة بالكهرباء بشكل متناوب ، وتستمر أزمة النقص الشديد للعشرات من الأدوية والعلاجات في المرافق الطبية ، ويتزامن ذلك مع وصول رصيد نحو 45 صنفاً منها إلى الصفر ، المسألة لها جانب آخر: هناك مأساة لنحو 5700 فلسطيني ، هم بحاجة ماسة للسفر إلى الخارج ، بينهم مئات المرضى ، والطلاب ، وأصحاب الإقامات ، والحالات الإنسانية ، وثمة مئات العالقين في المدن المصرية القريبة من المعبر مع مصر ، ينتظرون الفرصة لعودتهم إلى القطاع،
قانونيا ، غزة تخضع للاحتلال ، واتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 ، والخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب ، تفرض على السلطات الإسرائيلية المحتلة ، فتح كافة معابر القطاع الحدودية التجارية والمخصصة لحركة وتنقل الأفراد ، لتمكين السكان المدنيين في قطاع غزة من ممارسة حياتهم واتصالهم مع باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة والعالم الخارجي ، وتمتعهم بحقوقهم المدنية والسياسية ، فضلاً عن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ولكن هذا شيء وما يجري على الأرض شيء آخر ، فحتى الأشقاء في رام الله ، في الجناح الآخر من الوطن المحتل ، لا يبدون ما يكفي من الاهتمام للضغط على "شركائهم" في المفاوضات كي يخففوا من ضغطهم على أهالي غزة ، هل يأملون مثلا أن "تستسلم" حكومة "تصريف الأعمال الغزية" فترفع الراية البيضاء وتعود إلى "كنف رام الله" مثلا؟،
معيب حد القهر ، ومخجل حد الانفجار موقفنا المتفرج مما يجري في غزة ، كل لقمة خبز نأكلها هي لعنة علينا ، وكل لحظة دفء نشعر بها هي سبة في وجوهنا ، وكل حبة دواء نزدردها ، ستكون علينا وبالا ، فأيما أهل عرصة باتوا وفيهم امرؤ جائع ، برئت منهم ذمة الله،
ما تناله المواشي العربية ، محروم منه أبناء غزة الآن ، فليس لديهم حتى الخبز الناشف،
غزة تعيش اليوم العصور الوسطى ، على حد تعبير إحدى وكالات الأنباء ، فما بقي من مقتدرين يحصدون الحطب لطهي الغذاء أما الفقراء فيطهون طعامهم على ملابس أطفالهم البالية ، إن وجدوا ما يطهى أصلا،
بعد ثمانية أعوام من تعطل سبعين الف عامل عن عملهم داخل الاراضي المحتلة والآلاف الآخرين بانضمامهم إلى صفوف البطالة ، وبعد حصار إسرائيلي (وعربي أيضا) لم يسبق له مثيل ، فإن فئات كبيرة من المجتمع الفلسطيني الغزي بدأت تشكو حالة العوز والفقر ولا تتورع عن ارتياد المؤسسات الخيرية وشباك الأنروا وبنك الطعام (المخصص لإطعام المعدمين،) علها تأخذ نصيبا من وجبة يومية،
هناك مليون ونصف المليون فلسطيني ، سيكونون هذا الصباح بلا خبز تقريبا ، فضلا عن أنهم بلا غذاء ولا دواء ، ناهيك عن الاحتياجات الضرورية الأخرى كالكهرباء والوقود وغازالطهي،
حين تتحدث عن الخبز في غزة ، فهذا يعني أن الأمر وصل الخط الأحمر الأخير ، فهناك مخاطر أخرى لا تقل عن كارثة فقدان الخبز ـ فخطر الموت يتهدد حياة المرضى في القطاع ، كما تواجه المرافق الصحية أزمة خطيرة بسبب نقص إمدادات الكهرباء والوقود وغاز الطهي ، وتخفض من قدرتها على تقديم الخدمات الصحية للمرضى ، بسبب اضطرارها لتزويد الأقسام المختلفة بالكهرباء بشكل متناوب ، وتستمر أزمة النقص الشديد للعشرات من الأدوية والعلاجات في المرافق الطبية ، ويتزامن ذلك مع وصول رصيد نحو 45 صنفاً منها إلى الصفر ، المسألة لها جانب آخر: هناك مأساة لنحو 5700 فلسطيني ، هم بحاجة ماسة للسفر إلى الخارج ، بينهم مئات المرضى ، والطلاب ، وأصحاب الإقامات ، والحالات الإنسانية ، وثمة مئات العالقين في المدن المصرية القريبة من المعبر مع مصر ، ينتظرون الفرصة لعودتهم إلى القطاع،
قانونيا ، غزة تخضع للاحتلال ، واتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 ، والخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب ، تفرض على السلطات الإسرائيلية المحتلة ، فتح كافة معابر القطاع الحدودية التجارية والمخصصة لحركة وتنقل الأفراد ، لتمكين السكان المدنيين في قطاع غزة من ممارسة حياتهم واتصالهم مع باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة والعالم الخارجي ، وتمتعهم بحقوقهم المدنية والسياسية ، فضلاً عن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ولكن هذا شيء وما يجري على الأرض شيء آخر ، فحتى الأشقاء في رام الله ، في الجناح الآخر من الوطن المحتل ، لا يبدون ما يكفي من الاهتمام للضغط على "شركائهم" في المفاوضات كي يخففوا من ضغطهم على أهالي غزة ، هل يأملون مثلا أن "تستسلم" حكومة "تصريف الأعمال الغزية" فترفع الراية البيضاء وتعود إلى "كنف رام الله" مثلا؟،
معيب حد القهر ، ومخجل حد الانفجار موقفنا المتفرج مما يجري في غزة ، كل لقمة خبز نأكلها هي لعنة علينا ، وكل لحظة دفء نشعر بها هي سبة في وجوهنا ، وكل حبة دواء نزدردها ، ستكون علينا وبالا ، فأيما أهل عرصة باتوا وفيهم امرؤ جائع ، برئت منهم ذمة الله،
